بحيرة الجبول من اين الى اين

تقع بحيرة الجبول جنوب شرق مدينة حلب و تبعد عن مركز المدينة حوالي 40 كم تقريبا , و تبلغ مساحتها الإجمالية 26200 هكتار , وقد أعلنت البحيرة موقع أرض رطبة ذات أهمية دولية لمالها من أهمية كموقع استراحة للطيور المهاجرة والمستوطنة وللتنوع الحيوي النباتي والحيواني ولخاصية إنتاج الملح الجبولي الشهير حيث انضمت سورية إلى الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة (رامسار) بموقع البحيرة .

وذاع صيت البحيرة منذ زمن لاشتهارها بالملح الطبيعي المستخرج من جوفها , حيث تشكلت البحيرة من عدة ينابيع كانت على أطرافها و مياه الأمطار المباشرة الهاطلة على سطح البحيرة او التي تصل من خلال سيول من الوديان المحيطة بها مثل وادي الذهب , و سرعان ما جفت تلك الينابيع و جف نهر الذهب واستصلحت الأراضي المحيطة بها لتسلط مياه الصرف الزراعي الزائد عن الحاجة ليصب في البحيرة .
ففي دراسة الشؤون البيئية في محافظة حلب أشارت إلى أن مصدر الملح هو مياه جوفية موجودة تحت قاع البحيرة مباشرة ومشبعة بالملح.

وتشير الدراسة التي جرت في عمق وصل إلى 70م تبين أن تربة قاع البحيرة المكونة من الغضار المتفسخ هي بالأساس تربة مشبعة بالمياه التي تصل درجة ملوحتها إلى 230غ/ل وهذه المياه هي المصدر المتجدد للملح الجبولي ضمن نظام بيئي ملحي طبيعي .

و يتشكل الملح الجبولي في البحيرة التي تسمى سبخة أيضاً بجفاف المياه صيفاً وترسب الملح نتيجة للحرارة الشديدة حيث تجف الطبقة السطحية من تربة القاع لتتراكم فيها الأملاح, وشتاءً تسهم الأمطار بغسل الطبقة السطحية من تربة قاع البحيرة, وترتفع ملوحة هذه المياه إلى حوالي 20غ/ل, ويزداد تركيز الملح بازدياد التبخر وانخفاض منسوب المياه.

وزادت المشاريع الزراعية حول البحيرة عبر وادي الملح و وادي أبو العز و (مشروع 21 ألف هكتار) لتزيد مياه الصرف الزراعي التي غمرت أرجاء البحيرة و انحسر الملح في جزئها الغربي , و أنشأت سدة ترابية عام 1996 بطول 10 كم تقريبا ففصلت الجزء الغربي عن باقي البحيرة لتتحكم بذلك بكمية المياه و نسبة ملوحتها في ذلك الجزء عبر فتحات مرور للمياه فالجزء المالح جزء منخفض من البحيرة .

و أدى التطور الصناعي و الزراعي و النمو السكاني و العمراني في المنطقة لتلوث البحيرة و زادت نسبة الملوثات المعدنية و العضوية و الجرثومية نتيجة لاستخدام المبيدات الحشرية المحظورة و الأسمدة الكيميائية التي تستعمل في نطاق الأراضي المستصلحة حول البحيرة و نتيجة لصب مياه الصرف الصحي للقرى المجاورة في البحيرة و نتيجة لقيام بعض المعامل و المنشآت الصناعية بصب نواتجها الملوثة في مياه البحيرة دون إقامة محطات معالجة و تنقية .
نتيجة لكل ما سبق تلوث ملح الجبول الشهير و علت الأصوات التي تنادي بعدم صلاحيته للاستعمالات البشرية و حصر استعماله في الصناعات فقط لتسببه في أمراض السرطان .

و مع ازدياد مساحات الأراضي المستصلحة حول البحيرة و زيادة مياه الصرف الزراعي أخذت تربة قاع البحيرة و مياهها في القسم الشمالي الشرقي تفقد ملوحتها لزيادة المياه طيلة أيام العام و نبتت نباتات مرتفعة كالقصب بشكل كثيف و أصبحت مقصدا للطيور المهاجرة و المستوطنة , و من أهم الطيور التي وجدت في بحيرة الجبول النورس والفلامنغو واللوتس (البوشار) من البط الأحمر، وخرشنة ـ والنكات والقرلي الرأس من الشقراقيات والغواص المقلنس و أنواع كثيرة سنستعرضها لاحقا بعد الانتهاء من دراسة أنواع و أعداد الطيور الذي تجريه الجمعية السورية لحماية الحياة البرية بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن في إطار مشروع سياحي بيئي يعد جزءا من مشروع إقليمي للحفاظ على التنوع الحيوي في منطقة المشرق العربي , و أعلنت بحيرة الجبول محمية طبيعية .

من هنا تنظر الجهات الممولة و المهتمة بشغف إلى هذه البحيرة لما لها من أهمية بيئية كبيرة و بعد سياحي على الصعيدين المحلي و الدولي فاتجهت بعض المنظمات و الجمعيات الغير حكومية للعمل على خلق أجواء مميزة في البحيرة و تشكلت لجنة كبيرة ضمت كافة الجهات المتخصصة في شؤون البحيرة برئاسة محافظ حلب , و كذلك خصصت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن و من خلال تنفيذ مشروعها الإقليمي حول الحفاظ على التنوع الحيوي من خلال السياحة البيئية في المشرق العربي مبلغ نصف مليون دولار من منحة الوكالة السويسرية للتعاون و البالغة ثلاثة ملايين دولار لتمويل المشروع الإقليمي بأكمله من خلال جمعية أهلية سورية منفذة هي الجمعية السورية لحماية الحياة البرية و سيقوم المشروع بإنشاء نزل سياحي بيئي متكامل من مرافق و خدمات و الاعتماد على موارد الطبيعة و محددات بيئية كنقاط جذب سياحية و من أهم هذه النقاط مراقبة الطيور النادرة و التي لم تنصفها و تذكرها كتب الطيور العالمية كما سيتم بناء أبراج مراقبة للطيور و تجهيزها بأحدث التلسكوبات و المناظير لمراقبة الطيور دون الحاجة للاقتراب منها و إفزاعها .

و تعد إدارة المشروع وفق برنامجها التنفيذي دراسة مفصلة عن إحصاء أنواع و أعداد الطيور المتواجدة في البحيرة من خلال تعاونها مع مجموعة من خبراء الطيور في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن بدأت في شهر أيار من العام 2008 و ستستمر إلى شهر حزيران القادم و ستضع هذه الدراسة في متناول الباحثين و المختصين و المهتمين و زوار النزل بعد افتتاحه .

و من نقاط الجذب التي سيوظفها المشروع هو الاستفادة الكاملة من البيئة المحيطة في إنشاء النزل من خلال إضفاء الطابع القببي و الطيني على طراز البناء بمواصفات جيدة و بيئية تلائم الزوار و تتناسب و أهداف زيارتهم و يخصص المبنى العثماني للإطعام و أنشطة متنوعة يستعمل بها هذا البناء على أحسن وجه لما له من أهمية تاريخية و جغرافية و كذلك الاستفادة من السدة الترابية التي ذكرناها سابقا في تجوال السياح و خبراء الطيور المحتملين القادمين من كل الدول لمشاهدة البحيرة عن قرب و ذلك في استعمال آليات نقل صغيرة لا تصدر انبعاثات مؤذية للبيئة أو أصوات عالية تؤذي الطيور المتواجدة على أطراف السدة .
و من أهداف المشروع هو تنمية المجتمع المحلي لأبناء المنطقة و تبديل مهن الصيد العشوائي الممنوع للطيور والأسماك إلى مهن أخرى تتناسب و طبيعة العمل في أجواء سياحية بيئية مثل أعداد بعض الأدلة البيئيين و تنشيط الصناعات اليدوية و الخزفية و الصناعات الزراعية و الزراعة و تربية الحيوانات كالأغنام و الأبقار و العجول .

إن المنطقة بدأت تشهد تغييرا عاما في أساليب العيش و كسب الرزق و الاهتمام بالمجتمع المحلي كونه النواة في أي عملية تنموية تشهدها أية منطقة كانت , و اهتمام الباحثين الدوليين و المحليين و المختصين بالمنطقة لا سيما أن وزارة السياحة و في الملتقيات السياحية دعت و مازالت المستثمرين للاستثمار السياحي في مناطق بحيرة الجبول و جزرها .

تسلم يا غالي ع الموضوع و المعلومات المفيده
بالتوفيق
تحيااتي
المحترف للصيد
ابو رامي

مشكور على الموضوع المهم سلمت يداك

مشكور اخي الكريم samerun موضوع طيب الله يعطيك العافية لكن ماعجبتني عبارة :

و تبديل مهن الصيد العشوائي الممنوع للطيور والأسماك

وكانوا هيك بدون يمنعوا الصيد فيها

» محمية الجبول وسبخة الحميرات
» صور الغروب على بحيرة الاسد
» طلعة ام حميدي بحيرة البعث